كلمة المدير

أبنائي الطلبة…………

يا غراسا تَعِدُ الوطنَ بشجرٍ قاماته أردنية، ثماره بحجم التوقعات ، وبطعم ألوان العلم ،ونكهة تراب الوطن،وبعد.

إنَّ الإنجازات  لم ترتبط عبر التاريخ بالزمن ،لأنّ الزمن يختصره الرجال، ويعتصرونه ليقدم في كأس الإنجاز، ذلك الإنجاز الذي نراه يجري أمامنا بشرا سويا ، أقول هذا وأنا أرى عمر مدارسنا ثمانية عشر عاما ، وفي هذة المدة وصلت هذه المدارس الى درجة من إتقان رسم صورة العلم الممزوج بالتربية ، والثقافة التي شكّلت أذهان الطلبة ،بناة الغد،والذين تنظر اليهم الأمّه بعين الأمل ، فالرجال هم الذين يبنون الحضارة ويرفعون راياتِها، تسعد بهم أمتهم حين تراهم مِلء العين ومطمع الأنفس.

في هذه الفترة وقفنا نرسم استراتيجية في العلم والتربية وفق رؤيا ثاقبة ،تدرك أنّ وراء  كل أُمّة عظيمة تربية مستقيمة يحملها رجال آمنوا بقيمة العلم الذي يرد عن الأمّة غوائل الزمن، ويدفع بها في مضمار السّباق تُسَابق، وهذا السّباق الذي لا يرحم يعني أن يكون لك مكان فوق الأرض أو أنْ تنطمس مسحوقاً تمشي تحت الأرض بلا رجلين ، فمن لا علم نافعا عنده مقعد لا يملك أدوات السير ….ونحن عبر تاريخنا منذ أنْ مرّ الصحابة من هنا يرفعون رايات الحق ، تطهر أقدامهم  التراب الطاهر ليستحيل طهورا ، ونحن نؤكِّد أنّ راية التربية يجب أنْ تكون إسلامية مبرّأة من التَّعصب، خالية من إقصاء الآخر وذلك يعني أنَّ الثقافة  خيول تركض والمضمار مفتوح وموجود لكل من أراد السّباق والمسابقة والفائز هو الأصلح ما دام السباق نزيهاً والمحكِّمون بلاغايات وأهداف غير بريئة .

والمدارس أيضا خيول جامحة ، وريح مرسلة تحمل الغيوم الماطرة، والهواء الذي رّطَّبته المقررات، والأنشطة المنهجية واللامنهجية ، ونتائج الثانوية العامة ،وما دامت المسألة بهذا الشكل وذاك التصور فإنَّ نتائج طلبتنا أثبتت أنّهم من أجود النوعيات التي أعدها معلم مُعدّ وجهاز إداري تحسّن ويتحسّن ، فنحن نؤمن بضرورة المراجعة والتصويب وتعديل المسار لأنّ الغاية نبيلة وهي أنْ يكون هذا الجيل جيلا منجزا ينافس هنا وهناك ، أي أنَّ المنافسة في داخل حدود الوطن ثم الخروج بها إلى العالمية لنعيد مجدا بأيدينا أضعناه ، فالكبوات في تاريخ الأمم شيء طبيعي، ولكن ألّا تنهض فهذا هو الشيء المرفوض. لقد وقف طلبتنا على تلّة المجد يريدون إتمام الصعود إلى القمة التي تتلوها قممٌ ، فطموحنا ملامسة قبّة السّماء  التي ترحب بكلِّ ناجح لأنّ نجاحه سيساهم في رفاهية الإنسانية جمعاء .

وفي هذة المناسبة التي نفتح فيها عهدا جديدا لا نقول إنّنا مبتكرون بل سنقف على آخر خط وقف عليه ناجح، لنستثمر هذا النجاح وننطلق من حدوده راجين من الله أنْ نحقق هذا الهدف ونصل الى غاية محمودة تقول إنَّ ذرا البلقاء ما وقف عليها إلّا كل طموح، فالبلقاء كانت وما زالت رافد الوطن الذي يرفده بالبناة من الرجال الذين جاءوا علامات فارقة في تاريخ الوطن ، إنّه الاردن موطن الأحرار والرجال الساعين لإبقاء مشعل الحضارة منيراً وروح الإسلام المتمثل في إكرام الأخ ومسح دمعة المحتاج مع قلة الامكانات .

وعلى أرض هذا الموقع الالكتروني الذي نفتحه بوابة يدخل منها نور التربية الذي سنبقى حريصين على أنْ يبقى مضاءً ينير لكم معالم الطريق ويهدي للتي هي أقوم ……فنحن معكم ناصحين ، معلمين،مشرفين،مهذبين،بالتعاون مع أهليكم الذين زرعوا فيكم حب العلم والثقافة ، أيدينا بأيدهم لا نرفض فكرة ،ولا نتعصب لفكرة ما دام الأمر كله فيه خدمة للجيلٍ وللوطن ،فنحن بحاجه إلى مواطن ناجح أشاد به سيدي الحسين العظيم رحمه الله فالإنسان الأردني هو الأغلى لأنَّ الفكر لا يفنى وغيره يغادر هذه الدنيا شادّاً رحاله.

وأنتم أيّها المعلمون،يامن تنيرون طرق العلم والتربية بعملكم الجادّ، الحريص على الأبناء لكي ينيروا دروب الوطن نجاحاً وفوزاً أتمنى أنْ يظل تقديم الافضل شأنكم فاستبقوا الخيرات التي تَبيْنُ علاماتها على انتاج طلبتكم ونتائجهم لنقول لربنا إنّا صنعنا كلّ ما بوسعنا فهذا الجهد وعَليك ربي التكلان، ونقدّم إنتاجنا بين يدي ربنا، هذة الثلة تتلوها ثلة تحمل العلم والنجاح والحسِّ الديني الذي يشير الى ماض عريق صنعه من حمل العلم الذي خالطه الدين الحنيف يعتدل أصحابه في سلوكهم كما الأجيال الأولى.

وفي هذا اليوم ندق أبواب عام دراسي جديد، ندقه بيد الأمل المرتبط بعمل ، فأمل بلا عمل رَقْم ٌعلى الماء وزراعة في الهواء وسوق يتبضع بها  النّوكى.   

في بداية هذا العام أرجو منكم أنْ تلبسوا ثوب الجد والاجتهاد لتحققوا آمال أهليكم ويكون سرّ الوطن فيكم ، فالحياة والمجد لا يبسمان إلّا لمن عمل واجتهد ووصل ووصّل ، فنحن لسنا وحدنا في الميدان بل إن َّ أسراً  تقف خلفنا وعيون الوطن ترمقنا ، تشدّ على ايدينا ، إنّنا بحاجه الى جد وجهد أبنائنا لأَننا نريد أنْ نجد لنا مكانا تحت الشمس ووسط  الأمم التي تقول إنّ معلما ناجحا  أمّة  ويكفي أنّ محمدا –عليه السلام- كان معلما . وموسى –عليه السلام – ثقفه معلم ……. إنّ المعلم الحق يبني جيلا وهذا الأهم لأنّ من بنى بيتا يبني طوابق من حديد واسمنت أمّا من بنى عقلا فقد وطّأ لحياة أمّة .